في هذا الموضوع تقرأ عن حصار بلغراد 1456 م و معركة تارغوفيست عام 1462 م و اوتلوكبيلي عام 1473 م
حصار بلغراد 1456 م
كانت مدينة بلغراد ذات أهمية استراتيجية كبيرة فقد بنيت على تجمع نهر الدانوب مع نهر سافا (احد روافده) و كذلك كونها تحمي الحدود الجنوبية لمملكة المجر و كانت احدى افضل المدن الاوروبية تحصيناً فهي محاطة بمجموعتين من الأسوار تليها قلعة
سار محمد الفاتح بقوات تتراوح بين 50-100 الف مقاتل مزودة ب 300 مدفع و 200 سفينة لحصار المدينة من جهة النهر .
بدأت المدافع العثمانية بقصف الأسوار في الـ 29 من يونيو لعام 1456 م
عندما علم هونيادي بأن السلطان محمد الفاتح يحاصر بلغراد جمع جيشاً قوامه 50 الف مقاتل من المجريين و المتطوعين الصليبيين و اسطول بحري قوامه 200 سفينة . كانت السفن الصليبية أقوى من نظيرتها العثمانية فتمكنت من اغراق عدد من القوادس العثمانية و السيطرة على 30 زورقاً فانتهى الحصار النهري على المدينة و دخل هونيادي رفقة عدد من مقاتليه الى المدينة و معهم المؤن و الطعام .
بعد هذه الخسارة كثف العثمانيون القصف المدفعي فتهدم جزء من الأسوار و بث السلطان انكشاريته من خلالها حيث تمكنوا من ابعاد المدافعين عن المنطقة ، و لكن لشدة القتال نشب حريق في المدينة منع المزيد من القوات من الدخول . حوصر الانكشارية البالغ عددهم 5 آلاف مقاتل داخل المدينة و لم يكن امامهم مفر من القتال حتى النهاية فتمكنوا من السيطرة على أحد الأبراج في السور الثاني و لكن المدافعين تمكنوا من استرداده منهم فقتل معظم من دخلوا المدينة .
في اليوم التالي قرر مجموعة من المجريين الفقراء مهاجمة المعسكر العثماني بقصد نهبه و لكن الخيالة العثمانية لم تتمكن من اخراجهم لأن المكان غير مناسب لقتال الخيالة ، و حين شاهد المدافعون ذلك دفعوا المزيد من قواتهم نحو المنطقة لتطوير الهجوم المرتجل . في هذه الأثناء استخدم المبعوث البابوي جون من كابسترانو السفن لنقل آلاف المقاتلين عبر نهر سافا و مباغتة العثمانيين من الخلف .
قتل من الجيش العثماني حوالي 20 ألف مقاتل و اصيب السلطان و سحب من أرض المعركة ففشل الحصار ، و حاول هونيادي تعقب القوات العثمانية المنسحبة و لكن وباء الطاعون انتشر في معسكره فأدى لهلاك الآلاف من بينهم هونيادي نفسه .
رغم ان فشل العثمانيين في فتح بلغراد ادى لابطاء فتوحاتهم في اوروبا فقد تمكنوا من فتح مملكة صربيا و اجبار ملك البوسنة على دفع الجزية و في عام 1460 م فتحوا شبه جزيرة المورة و معظم بلاد اليونان . بعدها توجهت أنظارهم نحو امبراطورية طرابزون و هي آخر ما تبقى من الامبراطورية الرومانية فحاصر العثمانيون طرابزون فاستسلم الامبراطور ديفيد بعد وقت قصير.
أما في أوروبا فقد رفض حاكم والاشيا فلاد الثالث (المخوزق) دفع الجزية و اجتاح بلغاريا و قتل أكثر من 20 الف تركي لذلك غضب السلطان محمد الفاتح و جهز جيشاً قوامه 100 ألف مقاتل لتأديبه و سار اليه في عام 1462 م .
فلاد المخوزق
لم يستطع فلاد الوالاشي مواجهة الجيش العثماني في معركة مباشرة فعديد قواته 30 الف مقاتل لذلك استخدم اسلوب الكمائن و المناوشات و الارض المحروقة .
عسكر العثمانيون قرب عاصمته تارغوفيشت فدخل فلاد المعسكر العثماني خفية و هو متنكر بزي جندي عثماني بحثاً عن خيمة السلطان و في وقت متأخر من الليل هاجمت قواته المعسكر من الجانبين لتشتيت انتباه العثمانيين و حاول اغتيال السلطان لكن الانكشارية صمدوا و ردوا الهجوم فخسر فلاد في هذه المعركة 5 آلاف مقاتل بينما خسر العثمانيون خسائر قليلة في بعض الروايات بينما تذكر المصادر الاوروبية بأنهم خسروا حوالي 20 ألفاً .
احرق العثمانيون مدينة برايلا ثم انسحبوا ، بينما توجه فلاد لطلب المساعدة من ملك المجر ماتيو ابن جون هونيادي فسجنه .
توقف الملك البوسني ستيفان الثاني عن دفع الجزية فضمت البوسنة للدولة العثمانية في عام 1463 م .
في هذه الاثناء ظهرت سلالة تركية جديدة حكمت مناطق شاسعة في الاناضول تدعى آق قوينلو (أي الخراف البيضاء)
شعار قبيلة آق قوينلو
اراد اوزون حسن زعيم الآق قوينلو ان يسيطر على إمارة قرمان لحاجته لميناء يمكنه من التجارة مع اوروبا و هذا ما جعل قتاله مع العثمانيين وشيكاً ، لذلك تحالف مع جمهورية البندقية التي وعدت بتزويد قواته بالاسلحة النارية الضرورية لمواجهة العثمانيين .
في عام 1472 م هاجمت سفن البندقية أزمير بينما اغار 20 ألفاً من الآق قوينلو على اراضي القرمانيين و نهبوها ، في هذه الأثناء لم تصل سفن الاسلحة اليهم من البندقية لأن العثمانيين سيطروا عليها .
تقابل الجيشان المتساويان بالاعداد تقريباً فكل جيش يمتلك حوالي 100 الف مقاتل لكن العثمانيين أفضل تسليحاً من نظرائهم بسبب امتلاكهم للبنادق و المدافع في مكان يدعى اوتلوكبيلي .
تعادلت كفة الجيشان في بداية المعركة و لكن المدافع العثمانية مزقت خيالة آق قوينلو التي فرت مذعورة من أرض المعركة خسر العثمانيون بضعة آلاف بينما خسر الخراف البيض ما لا يقل عن 25 الف قتيل و كان هذا انتصاراً حاسماً لبني عثمان فلم تعد هناك قوة في الشرق قادرة على تحديهم للعقود القادمة .
مقطع فيديو يشرح تلك الفترة بالتفصيل :
Comentarios