"هجوم الموتى" هو اسم اطلقته الصحف على التصدي الأخير للهجوم الألماني على قلعة اوستوفيتش شمال شرق بولندا و التي شهدت قتالاً عنيفاً خلال الحرب العالمية الأولى فقد استبسلت الحامية الروسية في الدفاع عنها ضد الهجمات الألمانية . حصل الهجوم الأول على القلعة في خريف عام 1914 حيث هاجمها الألمان بقوة 40 كتيبة مشاة فصمدت الحامية الروسية لمدة 5 أيام قبل أن تخسر الخط الدفاعي الأول .
في 2 فبراير أطلق الألمان حملة قصف عنيف مركز على القلعة لمدة أسبوع بمعدل قياسي وصل لـ 360 قذيفة كل 4 دقائق و هو ما مجموعة 250 ألف قذيفة من المدفعية الثقيلة و قرابة مليون قذيفة من المدفعية الخفيفة .
علمت القيادة الروسية حراجة موقف المدافعين عن القلعة فطلبت منهم الصمود يومين لكنهم نجحوا بالصمود لنصف عام بدلاً من ذلك .
في شهر يوليو اطلق الألمان هجوماً كاملاً بقوة 14 كتيبة مشاة لكنهم لم ينجحوا باحتلالها ، و في 6 أغسطس 1915 استخدموا السلاح الكيماوي فاستهدفت القلعة بخليط من غاز الكلور و البروم و لم يكن لدى الروس اقنعة حماية من الغاز فأدى ذلك لقتل نصف المدافعين و البقية عانوا من أثار الهجوم و كانوا يسعلون الدم .
إنتقلت الوحدات الألمانية إلى الهجوم في خطة لإكتساح الحامية وبالرغم من أن جميع المدافعين تقريباً قد لقوا حتفهم ، فقد بدأت أربع عشرة كتيبة من "لاندوير" - ما لا يقل عن 7000 رجل مشاة - في التقدم. عندما وصلت فرقة المشاة الألمانية فرقة Landwehr إلى خط الدفاع الأول ، فجأة خرج "الموتى" الروس من الخنادق ليلتقوا بهم ويهاجموا الألمان المندفعين في قتال تلاحمي , الجنود الصامدون الذين أحرقتهم المواد الكيميائية وهم يسعلون الدم بسبب آثار الغازات السامة يحملون بنادقهم بما تبقى لهم من قوة في مواجهة يائسة مع عدوهم المذعور أختلط فيها أزيز الرصاص والدم , صدم الألمان بالمنظر الذي جسد صلابة من تبقى من الكتيبة الثالثة عشرة من فوج زيمليانسك الـ 226 فرؤية حوالي 100 رجل يتمايلون بملابسهم الدامية وهم لايزالون يدافعون عن مواقعهم , تسبب لهم بالإنكسار والهروب وفي وقت لاحق فتحت المدافع الرشاشة الروسية الخمسة النار على الألمان المتقهقرين وأبادت منهم الكثير.
Comments