top of page
Writer's pictureم.محمد أبو سعدة

الحروب البونيقية


الحروب البونيقية

هي سلسلة حروب حدثت بين روما و قرطاج بين عامي 264-146 قبل الميلاد انتهت بتدمير مملكة قرطاج و هيمنة روما على حوض البحر المتوسط و اصبحت بعدها روما القوة الأكبر على مستوى العالم ...

قرطاج هي مستعمرة فينيقية بناها الفينيقيون في تونس لتصبح اجمل مدينة في زمانها ثم اصبحت امبراطورية تجارية ... تسمى الحروب البونيقية بهذا الاسم نسبة لبونيقية و هو الاسم اللاتيني للمستعمرات الفينيقية .

هانيبال على الأبواب

وصف المؤرخون هانيبال (حنبعل) بأنه أسوء كوابيس روما وبكاسر هيبتها وصوّره الرومان على أنه وحش يهوى القتل وسفك الدماء. حتى أنّهم عندما يخشون وقوع كارثة في جميع المجالات يقولون باللاتينية: (Hannibal ad portas) وتعني «حنبعل على أبوابنا».

فمن هو هانيبال ؟

هانيبال ابن حملقار برقا هو ملك قرطاجة و احد اشهر القادة العسكريين على مر التاريخ و قد عاش بين عامي 247-182 قبل الميلاد .. خاض الحرب البونيقية الثانية ضد الرومان ...هانيبال برقا أو حنبعل برقا و حنبعل يعني خادم الإله بعل و هو اله كنعاني و برقا تعني الصاعقة. كانت من أهم افكاره نقل المعركة الى ارض العدو فاستطاع نقل المعركة الى الاراضي الايطالية حيث استمرت حملته على ايطاليا 16 سنة و تمكن من السيطرة على معظم اراضي ايطاليا و هزم العديد من جيوشها في عدة معارك من أبرزها معركة تيسينيوس و تريبيا و بحيرة تراسمانيا و معركة كاناي الشهيرة.

من اشهر أقواله :

- "سوف نجد حلاً، أو سنصنع واحداً"

- كان يقول لقادة جيشه: " في حالة وصولنا لنهر البو قبل فوات الأوان، نستطيع أن نمسك بتلابيب جيوش الغزو الرومانية داخل إيطاليا نفسها، فلا تصبح مدينة قرطاج ميدانا للحرب، وحينئذ تقع تكاليف الحرب ولأول مرة، علي الرومان وعلي بلادهم فيكتوون بآلامها، ويحرقون بنارها... فالسرعة ثم السرعة " .

- كان يطلق سراح الأسرى من الشعوب الأخرى و يقول لهم : " ما جئت لأشن الحرب على الشعوب المستعْمَـرة، بل و لا حتى على الإيطاليين ، و إنما جئت لأساعد الجميع ضد حكام روما الظالمين "


تكمن عظمة هانيبال برقا انه استطاع تكون جيش قوي و منضبط من المرتزقة من مناطق مختلفة في العالم و هذا ما لم يستطعه قائد آخر و ذلك كونه كان محبوباً بين جنوده ، حيث قال المؤرخ اليوناني تيتوس ليفوس في كتابه التاريخ اليوناني/الباب الواحد و العشرون - الفصل الرابع : "لم يحصل قط ان وجد ذهن أكثر استعدادا لانجاز اشد الأشياء تضاربا و للامتثال والقيادة.ولهذا لم يكن من السهل الجزم ان كان القائد العام ام الجيش هو الذي يحبه أكثر.فلم يكن هنالك قائد يفضله عزربعل لانجاز اي عمل شجاع و حازم أو قائد شعر معه الجنود باكثر ثقة وجرأة.وقد توفر لحنبعل أكبر قدر من الاقدام لمجابهة الأخطار وأكبر قدر من الحكمة أثناء الأخطار نفسها ولم يكن اي جهد قادرا على ارهاق جسمه أو احباط عزيمته.واما في ما يتعلق بالاكل والشرب فقد كان يقف عند حد الكفاية و لا يبحث عن المتعة و لم يكن يميز بين الليل و النهار في ما يتعلق بالسهر و النوم فلقد كان يخصص للراحة ما توفر له من الوقت بعد انجاز اعماله و لم يكن يشترط للنوم فراشا وثيرا ولا هدوءا فلقد شاهده الكثير عديد المرات متدثرا بمعطف جندي و مستلقيا بين العسس ومراكز الحراسة.وكانت ثيابه عادية ولم يكن يتميز عن بقية الجنود الا باسلحته وخيله.و قد كان احسن الفرسان واحسن المشاة و كان أول المتقدمين إلى المعركة واخر المنسحبين منها."

و عندما حاول حنبعل قطع جبال الآلب عمد إلى تدفئة أجساد رجاله أمام النار ثم دهنها بالزيت كي تبقى دافئة..وكان أثناء عبوره لجبال الالب إذا اعترضته صخرة ضخمة تسد الطريق عمد إلى تسخينها بالنار ثم صب الخمر فوقها حتى تتصدع وتتفتت.ومن حيله الشهيرة انه في احدى الليالي اراد الجيش الروماني تطويق القرطاجيين ليلا واخذهم على حين غرة ولكن حنبعل تفطن للشرك الذي كان يقع تحضيره فامسك بقطيع من الأغنام وربط في قرونها المشاعل الملتهبة ثم اطلقها فلما راى الرومان المشاعل ظنوا ان الجيش القرطاجي يتحرك ليلا فذهبوا وراءهم بينما كان حنبعل و جيشه يعبرون الطريق بسلام.و قد كان أحيانا يتموه بشعر مستعار ويذهب لاستقصاء أخبار العدو بنفسه وكان يملك شبكة كبيرة من الجواسيس.


أبرز معارك هانيبال باركا في حملته على ايطاليا اثناء الحرب البونيقية الثانية

هذا شرح لأبرز معارك هانيبال في حملته على ايطاليا و التي ادت لمقتل اكثر من 150 الف جندي روماني و هم خمس سكان روما الاكبر من 17 سنة و تم تجييش حوالي 20 فيلق روماني في هذه الحرب.

معركة كاناي : التاريخ : 216 قبل الميلاد الموقع : كاناي القوات : قرطاجة = 46 الف جندي مشاة + 8 الاف خيالة // روما = 80 الف مشاة +6 الاف خيالة الخسائر : قرطاجة = 6 الاف قتيل // روما = 70 الف قتيل + 10 الاف اسير مجريات المعركة : في بداية المعركة، اصطف جنود حنبعل في خط مستقيم جاعلاً جنوده الإسبان والسلتيين تحت قيادته في قلب الجيش. ثم بدأت قواته تلك بالتراجع تدريجيًا، لتكوين تشكيل هلالي الشكل، مما جعل خطوط جناحي الجيش أقل كثافة عددية نتيجة استطالة الخطوط، تاركًا جنوده الأفارقة خارج المعركة كقوة احتياطية. كان هدف حنبعل من هذا التشكيل هو احتواء ضغط المشاة الرومانية على القلب وتأخير تقدمهم، لكي تتمكن قواته الأفريقية من دعمه. في بداية المعركة، شن فرسان حنبعل هجومًا عنيفًا على جناحي الجيش الروماني، وعندما أصبحت الغلبة للفرسان الإسبان والغاليين على فرسان الرومان استدرجوا الفرسان الرومان ليعزلوهم بعيدًا عن ميدان المعركة.في الجناح الآخر، شغل الفرسان النوميديون فرسان حلفاء الرومان، حتى وصل الفرسان الإسبان والغاليون منتصرون، شن النوميديون هجومهم لدفع فرسان حلفاء الرومان خارج ميدان المعركة. في أثناء ذلك، التحم مشاة الجيشين في وسط الميدان. ومع تقدم الرومان، هبت الرياح القادمة من الشرق مثيرةً للغبار الذي نتج عن المعركة في وجوههم وحاجبةً لرؤية الرومان.على الرغم من أن الغبار صعّب الرؤية، إلا أن الجنود لكانت لديهم القدرة على الرؤية على المدى القريب. هناك عامل آخر أثر في سير المعركة، ألا وهو أن بُعد موقع المعركة، مما اضطر كلا الجانبين للقتال دون أخذ القسط الوافر من النوم. واجه الرومان مشكلة أخرى وهي نقص المياه، بعد هجوم حنبعل على المعسكر الروماني في اليوم السابق للمعركة. بالإضافة إلى الضوضاء التي نتجت عن تقاتل هذا العدد الهائل من القوات. كل هذه العوامل، جعلت المعركة صعبة خاصة بالنسبة للجنود المشاة. قاد حنبعل جنوده في القلب للانسحاب التدريجي لاستيعاب تفوق المشاة الرومان، وبالتالي تشكيل قوس حول القوات الرومانية المهاجمة. وبذلك، حوّل نقطة قوة المشاة الرومان إلى نقطة ضعفهم. مع التقدم التدريجي للرومان، فقد الجزء الأكبر من القوات الرومانية تماسكه، وبدأوا في التزاحم في الفجوة التي أحدثها هجومهم. وسرعان ما تكدسوا في مساحة صغيرة لا تسمح لهم حتى بأن يستخدموا أسلحتهم. وتحت ضغط رغبتهم في تدمير القوات الإسبانية والغالية، اندفع الرومان متجاهلين (ربما بسبب غبار المعركة) أن القوات الإفريقية المتمركزة في أطراف جناحي الجيش القرطاجي لم تشارك في القتال حتى الآن.مما أعطى الوقت للفرسان القرطاجيين لدفع الفرسان الرومان بعيدًا عن جناحي الجيش، ثم مهاجمة المشاة الرومان في القلب. وهكذا، تجردت المشاة الرومان من أجنحتها، وشكلوا رأس حربة داخل القوس القرطاجي، واضعين أنفسهم في قبضة المشاة الأفريقيين المتمركزين في الأجنحة.في هذه المرحلة الحاسمة، أمر حنبعل مشاته الأفريقيين بمهاجمة الأجنحة الرومانية، وتطويق المشاة الرومانية في ما يعرف الآن بتكتيك الكماشة. عندما هاجم الفرسان القرطاجيون الرومان في القلب، وهاجم المشاة الأفريقيون أجنحة الرومان، توقف تقدم قوات المشاة الرومانية فجأة. وأصبح الرومان محاصرين بلا وسيلة للهرب. وعندئذ بدأ القرطاجيين في قهر الرومان. وهكذا لقي عدة معظم الرومان مصرعهم.ذكر بعض المؤرخين أنه ما يقرب من ستمائة جندي ذبحوا كل دقيقة إلى أن وضع الظلام حدًا لإراقة الدماء.



معركة كاناي الشهيرة و التي يعتبرها العديد من المؤرخين العسكريين " تحفة فنية تكتيكية " ، لم ينفذ احد تكتيك الكماشة بنجاح خلال معارك العصور القديمة سوى هانيبال و خالد بن الوليد رضي الله عنه


معركة تريبيا التاريخ : 218 قبل الميلاد الموقع : ضفاف نهر تريبيا عديد القوات : جيش هانيبال = 29 الف من المشاة + 11 الف من الخيالة + عدد من الفيلة // الجيش الروماني بقيادة لونجيوس = 18 الف جندي روماني + 4 آلاف فارس + 20 الف مقاتل من حلفاء روما الخسائر : قرطاج = 4-5 الاف قتيل // روما = 28 الف قتيل مجريات المعركة : كان شتاء 218 ق.م بارداً، ولم يكن سكيبيو قد تعافى من جروحه بعد. كما كان لونجيوس ما زال على تهوره وعناده تواقاً لتوجيه الضربات لحنبعل قبل أن يسترد سكيبيو عافيته ويصبح قادراً على القيادة، وخصوصا أن وقت انتخاب القناصل الجدد قد اقترب وهو ما كان لونجيوس يتطلع إليه، متجاهلاً نصيحة سكيبيو بعدم الهجوم برجاله الغير مدربين جيداً استغل حنبعل ذلك، وأعد خطة للاستفادة من اندفاع لونجيوس. لاحظ حنبعل ومنذ فترة طويلة مكاناً بين المعسكرين، على ضفة النهر سهلي وقليل الأشجار ومهيأ لعمل كمين، كما كان شديد الانحدار عند ضفة النهر، به نباتات شائكة كثيفة، وهناك نصب كميناً لمفاجأة العدو. اعتمد حنبعل على شبكة من جواسيسه الغاليين الذين كانوا يطلعونه على أنشطة عدوه. وعندما أبلغوه باستعداد الرومان للمعركة. أصدر حنبعل تعليماته لأخيه الأصغر ماجو برقا بأن يأخذ ألف جندي مشاة وألف فارس، ليخفوا أنفسهم في الشجيرات تحت جنح الظلام، ليعدوا كميناً للرومان. في الصباح، أرسل حنبعل بقية الفرسان النوميديين عبر نهر تريبيا لاستفزاز الرومان بمهاجمة معسكرهم ثم التراجع بسرعة لجذب الرومان إلى حيث ماجو ورجاله مختبئين. وصل الفرسان حتي أبواب المعسكر ثم هاجموا الحراس وعندئذ أرسل لونجيوس فرسانه لمطاردتهم، وبعد ذلك بوقت قصير أمر 6,000 من رماة الرماح، بتشكيل صف أمام الجيش عند بداية المعركة. وهكذا عمل الرماة ستار لـ 12,000 من المشاة الرومان و 20,000 من حلفائهم. كان الثلج يتساقط يوم المعركة، لم تكن قوات الرومان قد تناولوا إفطارهم بعد، وعلى الرغم من ذلك أمرهم لونجيوس بعبور النهر، رغم برودة المياه. ولما وصلوا إلى الضفة المقابلة، كان الجنود الرومان قد تجمدوا حتى أنهم لم يتمكنوا من التقاط أسلحتهم. في الوقت نفسه، كان حنبعل على استعداد لاستقبالهم، وكان رجاله قد تناولوا إفطارهم، وفركوا أجسادهم بالزيت ليدفأوا، وأعدوا أسلحتهم. وما أن عبر نصف الجيش الروماني حتى هاجمهم القرطاجيون، ولما وجد حيلته قد نجحت، قرر أن يرفع من معنويات حلفائه الغاليين، وأمر جيشه كله بالهجوم ليحقق انتصارا حاسما. أمر حنبعل 8,000 من رماة الرماح البلياريين بتشكيل خط للمناوشة، ومن ورائهم 20,000 المشاة الأفارقة والأيبيريون والسلتييون، مع 10,000 فارس وعدد من الفيلة مقسم بين الجناحين. انعطف الفرسان النوميديون فجأة وهاجموا الفرسان الرومان، وعندئذ، أمر لونجيوس بالتوجه نحو الجناحين. استهلك الرماة معظم أسلحتهم في مهاجمة الفرسان النوميديين، وعندما اقتربت الجيوش، أمرهم لونجيوس بالتقهقر نحو المؤخرة بسبب نقص ذخيرتهم خلف خطوط مشاته. وبالمثل، فعل حنبعل مع الرماة البلياريين، والذين سحبهم حنبعل نحو الجناحين. وعلى النحو التالي، أصبح في القلب 32,000 جندي مشاة روماني في مواجهة 20,000 جندي مشاة قرطاجي. أما الجناحين، ففي كل منهما 2,000 فارس روماني في مواجهة 5,000 فارس قرطاجي و 4,000 من رماة الرماح وعدداً من الفيلة. بعد تراجع الرماة الرومان خلف مشاتهم، أصبح المشاة في مواجهة نظرائهم القرطاجيين وبأفضلية عددية. وفي الوقت نفسه هاجمت الأجنحة القرطاجية الأجنحة الرومانية، ودفعوهم نحو النهر وتركوا المشاة القرطاجيين عرضة للخطر كان انسحاب الفرسان الرومان نحو النهر أقرب ما يكون للهزيمة وعندما رأى ماجو مؤخرة الجيش الروماني يتركون مواقعهم تحت ضغط انهيار معنوياتهم بفعل البرد والجوع والتعب، أمر ماجو جنوده أن يخرجوا من مخبأهم ويهاجموا مؤخرة الجيش الروماني. ولما أدرك الرومان في الجناحين والمؤخرة أنهم وقعوا في كمين، تركوا مواقعهم وفرّوا نحو النهر. استغل حنبعل هروب الرومان بدون نظام نحو النهر، فأمر جنوده بأن يُعْمِلُوا فيهم القتل. كان معظم من سقط في المعركة هم من قتلى تلك المذبحة أو ممن غرقوا في النهر. هرب الفرسان الرومان على ظهور الخيل، بينما قتل معظم من كان مع لونجيوس من المشاة الإيطاليين في قلب الجيش، الذين لم يكونوا مدربين أو على دراية بالمعارك.



معركة بحيرة تراسمانيا التاريخ : 217 قبل الميلاد الموقع : قرب بحيرة تراسمانيا القوات : قرطاجة = 50 الف جندي // روما = 40 الف جندي الخسائر : قرطاجة 2500 قتيل // روما = 15 الف قتيل و 6 الاف اسير و تم قتل 4 الاف جندي اخرين كانوا قد اتو كتعزيزات للجيش الروماني بعد يومين مجريات المعركة : بعد أن عبر حنبعل بحيرة تراسمانيا، وجد مكاناً مناسباً جداً لعمل كمين للرومان. وعندما علم بأن فلامينيوس غادر معسكره وقرر ملاحقة حنبعل، بدأ يستعد للمعركة. في شمال البحيرة، كان هناك سلسلة من التلال الكثيفة الأشجار، إتخذ حنبعل موقعا لمعسكره بين تلك التلال يمكنه من رؤية أي شخص يعبر الممرات التي بين تلك التلال، ومن ثم قضى ليلته في تجهيز قواته للمعركة. وفي معسكره، قام بتنظيم مشاته الأيبيريينوالسلتيين والأفارقة في صفوف رأسية، حيث سيصبح لديهم المساحة الكافية لمواجهة ميسرة الجيش الروماني، عندما يصلوا إلى هذا الموقع.

أختبأ الفرسان القرطاجيون والمشاة الغاليون بين أشجار التلال عند المدخل الذي سيمر عليه الرومان أثناء عبورهم، حتى يتمكنوا غلق المدخل بسرعة وقطع طريق الانسحاب أمام الرومان. كما نشر حنبعل رماته أعلى التلال مختبئون بين الأشجار، منتظرين الأمر بالهجوم. وبالإضافة إلى ذلك، في الليلة التي سبقت المعركة، أمر حنبعل رجاله بأن يشعلوا نيران على تلال "تيورو"، والتي تبعد مسافة كبيرة عن الكمين، لإيهام الرومان بأن قواته بعيده عن البحيرة. في صباح اليوم التالي، أمر فلامينيوس رجاله بأن يسرعوا لإدراك حنبعل قبل أن يصل إلى روما، وما أن وصل إلى شمال البحيرة، حتى أرسل حنبعل مجموعة من رجاله لمناوشة طليعة الجيش الروماني بعيدا حتى لا يكتشفوا الكمين. بعد أن مر الجيش الروماني بأكمله من المضيق الجبلي، انطلقت الأبواق لتعلن عن بدأ الهجوم. نزل الفرسان والمشاة القرطاجيون من مخبأهم في التلال المحيطة، وأغلقوا طريق الهروب أمام الرومان واشتبكوا معهم. بعد هذه المفاجأة، لم يملك الرومان الوقت لتنظيم صفوفهم للقتال، وإضطروا لخوض المعركة مرتجلين. انقسم الرومان إلى ثلاثة مجموعات، دمر الفرسان القرطاجيون مؤخرة الجيش الروماني قاطعين أي أمل للرومان في الانسحاب. في قلب الجيش الروماني، صمد فلامينيوس وجنوده لفترة، قبل أن ينكسروا أمام مشاة حنبعل الغاليين.


فشل هانيبال في حملته على ايطاليا بسبب قيام الرمان بقطع خطوط الامداد عنه و قد هزموا جيشاً كان قد جاء لامداده و نقلوا المعركة الى افريقيا فاضطر للانسحاب الى هناك ... حين انتصر الرومان في الحروب البونيقية و لكن لحقدهم على مدينة قرطاج التي اخرجت قائداً كهانيبال دمروا المدينة بعد ان قتلوا رجالها و سبوا نسائها و اطفالها و بعد ان دمروها حرثوا الارض و رشوا الملح كي لا ينمو فيها اي شيء

يروي المؤرخ اليوناني بوليبيوس الذي رافق القائد الروماني في عملية التدمير، فيقول: أن سكيبيو أمليانوس بكى تأثرا بما آل له عدوه، فاستعرض أمامه الحقيقة المتمثلة في أن الأفراد والأمم والامبراطوريات نهايتها محتومة، وكذلك نصيب مدينة طروادة العظيمة، ونهاية الامبراطوريات الأشورية، والميدية، والفارسية، والتدمير الأخير لامبراطورية مقدونية الكبيرة. تمعن في هذا كله ثم ردد بقصد أو بدون قصد، كلمات هكتور في الياذة هوميروس: (سيأتي اليوم الذي تسقط فيه طروادة المقدسة، وكذلك الملك بريام وجميع رجاله المسلحين معه)، وعندما سأل المؤرخ بوليبيوس، سكيبيو، ماذا تقصد بهذا؟ التفت اليه القائد الروماني وقال بتأثر: هذه لحظة عظيمة يا بوليبيوس..ان الخوف يتملكني من أن نفس المصير سيكون لوطني في يوم من الأيام(و هذا ما حصل فعلاً)

176 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


bottom of page