في يوليو من العام 326 قبل الميلاد بعد الانتصار الكبير على ضفة نهر هيداسبيس توغل الاسكندر عبر منطقة البنجاب رغم العوائق بسبب موسم الأمطار و ما يصاحبها من فيضانات الانهار و الارض الموحلة و الامراض . كانت قد مرت 8 أعوام منذ خروج الاسكندر في حملته حيث يشعر جنوده بالحنين لاوطانهم و عائلاتهم و هم الآن على بعد 3000 ميل من بلاد اليونان .
حين هم الاسكندر بعبور نهر هيفاسيس رفض جنوده ذلك ، و كانت هذه المرة الأولى التي تعصى أوامره من قبل اكثر جنوده و قادته ولاءاً لذلك انصاع لرغباتهم و قرر العودة لكن ليس من ذات الطريق انما عن طريق نهر السند وصولاً للمحيط الهندي ثم الى بابل مباشرة .
لذلك قضت قواته شهرين لبناء اسطول نهري ، و حين تم تجهيز الاسطول كان المدد قد وصل من تراقيا ( 15 ألف جندي جديد معهم معدات و ملابس و دروع جديدة) .
في نوفمبر من العام 326 قبل الميلاد انطلقت الحملة جنوباً عبر نهر هيداسبيس ، و كان تعداد قوات الاسكندر حوالي 100 الف جندي جعل منها 3 جيوش منفصلة لأسباب لوجستية . كان الاسكندر يقود القسم الأول الذي ركب السفن النهرية التي تبحر عبر نهر هيداسبيس ، أما القسم الثاني فيقوده كراتروس و يسير على الضفة الشمالية للنهر و و القسم الثالث بقيادة بطليموس و يسير جنوب النهر .
بعد عدة أسابيع التقت الجيوش الثلاثة في ارض تسكنها قبيلتان هنديتان متحاربتان و هما الاوكسدراقيين و المالايا . حينما وصلت جيوش الاسكندر تحالفت القبيلتان ضده في حلف مؤقت ، فسار الاسكندر بمجموعة من رجاله عبر الصحراء ليهاجم مدينة كوتكاماليا و يدمرها الأمر الذي فاجىء أعدائه و أربكهم .
و لارعاب الهنود دمر المقدونيون كل المدن في طريقهم و ذبحوا سكانها ، ففر من تبقى منهم حياً الى مدينة مولتان عاصمة المالايا .
خلال تقدمهم نحو المدينة واجه الاسكندر جيشاً من الاعداء على ضفاف نهر هيدروتيس فباغتهم بنخبة خيالته فانسحبوا بسرعة ، ثم تبين لاحقاً للقادة الهنود ان عدد خيالة الاسكندر التي هاجمتهم قليل فاعادوا تجميع قواتهم لقتالها ، بعد ذلك بقليل وصلت مشاة الاسكندر لتشارك بالقتال المعركة فانسحبت القوات الهندية الى العاصمة .
حاصر الاسكندر العاصمة و تمكن جيشه من اقتحام السور الخارجي بسهولة ، لكن المدافعين عن الاسوار الداخلية استبسلوا بالدفاع عنها . فقد الاسكندر صبره حين رأى عجز جيشه عن اقتحام اسوار القلعة فاستخدم احد السلالم لاعتلاء السور رفقة عدد من حرسه الشخصي ، و حين رأى جنوده ذلك اتقدت عزيمتهم و اقتحموها بسرعة ، عند ذلك اصيب الاسكندر بسهم في صدره فأخلاه الجنود الى المخيم و سرت اشاعة بأن الاسكندر قد قتل ، فانتقم جيشه من المدينة شر انتقام فذبحوا جميع سكانها و دمروها .
كانت اصابة الاسكندر خطيرة فقد اخترق السهم احدى رئتيه لكنه لا زال حياً ، و نجح الطبيب كريتوميدوس في اخراج السهم و علاج الاسكندر الذي بدأ يتماثل للشفاء . قبل الاسكندر استسلام القبائل الهندية و عين حكاماً مقدونيين لادارة شؤون البلاد و قفل راجعاً الى بابل . خلال عودته قطع الاسكندر صحراء غدروسيا فهلك الكثير من افراد حملته خاصة من النساء و الخدم و التجار . يعتقد بأنه قام بذلك عقاباً لجيشه الذي رفض اكمال اجتياح القارة الهندية و ربما ايضاً ليثبت تفوقه على كورش الكبير الملك الفارسي الذي خسر جيشه في هذه الصحراء قبل 200 عام .
الاسكندر يهرق المياه تضامناً مع جنده العطشى
وصل الاسكندر مدينة سوسا في مارس من العام 324 قبل الميلاد و بدأ تنظيم شؤون دولته حيث استبدل عدداً من الولاة و قتل من تمردوا ضده ، و لتعزيز العلاقات بين الاغريق و الفرس اقام الاسكندر زيجات جماعية لقادته و جنده في سوسا و تزوج هو أيضاً من أميرتان فارسيتان و هما : ستاتيرا و باريساتيس .
بدلاً من الاهتمام بشؤون امبراطوريته شرع الاسكندر بتجهيز حملة لغزو الجزيرة العربية و مناطق غرب المتوسط لكن وافته المنية قبل ذلك . ففي يونيو من العام 323 قبل الميلاد شعر الاسكندر بألم شديد جراء اصابته السابقة و ذلك بعد حفلة من السكر و العربدة ثم اصابته الحمى و مات في 11 يونيو 323 قبل الميلاد عن عمرٍ ناهز 33 عاماً . ليتقاتل قادته من بعده (الخلفاء = ديادوكي) لحكم امبراطوريته المترامية الاطراف .
و هذا فيديو مترجم عن حملة الاسكندر على أرض البنجاب :
Comentarios