بعد سيطرته على مدينة صور في عام 332 قبل الميلاد ، سار الاسكندر باتجاه مصر لإخضاعها فهي آخر معاقل الفرس في المنطقة الغربية ، حيث كانت غزة مدينة محصنة بنيت على ربوة ترتفع 18 متراً و تقع على أطراف الصحراء ، فسيطرت على الطريق الواصل بين مقاطعة سوريا الفارسية و مصر لذلك توجب على الاسكندر السيطرة عليها .
توقع باطيس قائد حامية غزة قدوم الاسكندر بعد سقوط مدينة صور بيده لذلك استعد للحصار و كان يهدف للصمود في وجه الاسكندر و مشاغلته حتى يقدم الامبراطور الفارسي داريوس بجيش آخر لقتاله .
نزل الاسكندر بجيش قوامه 45 ألف جندي جنوب المدينة حيث وجد أن الاسوار أضعف في تلك المنطقة و بدأ وحداته الهندسية ببناء تلال الحصار ؛ و هي أكوام من الصخور و الأتربة توضع بجانب الأسوار كي تسمح للمهاجمين بالوصول اليها . قاوم الغزيون ببسالة كل محاولات اقتحام المدينة و في احدى المرات أغاروا على اساليب الحصار التي يبنيها مهندسو الاسكندر فهدموها و تصدى لهم الاسكندر بحرسه الخاص و قد اصيب في تلك المعركة في كتفه .
وصلت معدات الحصار الضخمة من صور عن طريق البحر و استمرت المدينة بالمقاومة رغم تهدم اجزاء من أسوارها ، حتى سقطت بالنهاية بعد التصدي لثلاث محاولات اقتحام فاشلة من قبل جيش الاسكندر .
عاقب الاسكندر الغزيين بسبب ما لاقاه فأمر بقتل الرجال (حوالي 11 ألف رجل) و استرقاق النساء و الأطفال ، أما باتيس فقد رفض ان يجثو على ركبتيه للاسكندر و طلب الرحمة فربطه بعربة من قدميه و جره حياً حول أسوار المدينة في تقليد لما فعله أخيل بهكتور .
Comments