top of page
Writer's pictureم.محمد أبو سعدة

معركة غوغاميلا عام 331 قبل الميلاد

Updated: Jul 23, 2019



دخل الاسكندر المقدوني مصر في يناير من العام 331 قبل الميلاد بعد صراع مرير للسيطرة على أرض كنعان تمثل في معركتي صور و غزة ، فرحب المصريون به و اعتبروه فاتحاً و محرراً لبلادهم من احتلال الفرس و ليس محتلاً و أنزلوه منزلة الآلهة و اطلقوا عليه لقب الفرعون ، اللقب الذي كانوا قد منحوه للإمبراطور الفارسي داريوس من قبل.

استغل الاسكندر هذه الفترة لراحة جنده و استعادة عافيتهم و كذلك تنظيم أمور مصر ، بينما ادرك داريوس خطورة الموقف فلجأ لاستراتيجية جديدة لايقاف تقدم الاسكندر عن طريق المفاوضات فعرض عليه الصلح مقابل احتفاظه بالأراضي التي حازها ، لكن الاسكندر رفض ذلك .

في الشتاء بدأ الاسكندر تحضيرات الحملة على بابل عاصمة الامبراطورية الفارسية في العراق ، و تكاملت استعداداته في شهر ابريل فانطلقت الحملة عبر بلاد الشام و كان الاسكندر قد اولى الجانب اللوجستي اهتماماً كبيراً مستخدماً الاسطول الفينيقي في ذلك .

كان داريوس على علم بحركة الاسكندر فعندما عبر الاسكندر نهر الفرات كان الجيش الفارسي قد اجتمع لدى داريوس . توقع الفرس ان يسير الاسكندر بمحاذاة نهر الفرات الى بابل مباشرة فدمروا كل المدن في طريقه حتى لا يستفيد منها ، لذلك سار الاسكندر شمالاً بطريق أطول قرب نهر دجلة .

ادرك داريوس ذلك فزحف بجيشه شمالاً بمحاذاة الضفة الشرقية لنهر دجلة و ارسل وحدة من الخيالة بقيادة مازايوس حاكم مدينة بابل لمنع المقدونيين من عبور النهر و كذلك لتدمير المدن التي أمامهم لكن مازيوس فشل في ايقافهم فقد عبرت قوات الاسكندر النهر في منتصف شهر سبتمبر.

بحث داريوس عن مكان مناسب للمعركة فوقع الاختيار على سهل شاسع قرب بلدة غوغاميلا بين الموصل و أربيل و أقام معسكره هناك ، بينما قبض جنود الاسكندر على بعض كشافة الفرس فعلموا ان معسكر داريوس يبعد عنهم 30 كيلومتراً شرقاً .

تقدم الاسكندر بجيشه و عسكر على بعد 10 كيلومترات من ساحة المعركة ، و بعد عدة أيام من الراحة تقدم نحو الفرس فسيطر على التلة الواقعة بين الجيشين و اقام معسكره عليها لتكون له الافضلية الدفاعية و كذلك جعل الفرس تحت تهديد مستمر و استعداد للهجوم المقدوني المحتمل حتى في الليل .

نصح القائد المقدوني بارمينون الاسكندر بتنفيذ هجوم ليلي لمباغتة الجيش الفارسي لكن الاسكندر رفض هذا المقترح لأنه يتكلب مخاطرة كبيرة و قرر ان تكون المعركة صباح اليوم التالي .

اشرقت شمس الأول من اكتوبر لعام 331 قبل الميلاد على ارض المعركة و كان الجيشان في وضع التشكيلة القتالية حيث قضى الجيش الفارسي الليلة الفائتة منتظراً هجوم الاسكندر ، بينما كان المقدونيون في ارتياح تام .

جمع داريوس جيشاً يتكون من 90-120 ألف مقاتل من شتى أصقاع الامبراطورية (وفق التقديرات القديمة يتراوح العدد بين 250 ألف الى مليون جندي) . تكون قلب الجيش الفارسي من 10 آلاف مقاتل من وحدة الخالدين الشهيرة و هم الحرس الامبراطوري و نخبة الجيش ، و كذلك مرتزقة الاغريق الذين بلغ عددهم بضعة آلاف ، لكن قوة الفرس الحقيقية تكمن في الاطراف حيث انتشر 30 ألفاً من الخيالة على جانبي الجيش ، و كان لدى داريوس 200 عربة حربية مزودة بنصال قاطعة و كذلك 15 فيلاً (لم تشارك في المعركة على الأغلب) .

بقية الجيش تكون من محاربين جمعهم من شتى أنحاء الامبراطورية و كانت قدراتهم القتالية ليست موضع ثقة و لكن اعتمد الفرس على الكثرة العددية في مواجهة خصومهم . بسبب الحجم الكبير للجيش الفارسي ، تقاسم داريوس قيادته مع قادته المقربين مازايوس و بيسوس .

بينما تكون جيش الاسكندر من 47 ألف مقاتل ، منهم 7 آلاف من الخيالة و 31 ألفاً من المشاة الثقيلة و 9 آلاف من المشاة الخفيفة . في قلب الجيش الفالانكس المقدوني مدعوماً بوحدات النخبة المسماة هيباسبست . و توزع الخيالة على الجناحين فكانت خيالة ثيساليا على الجناح الأيسر و نخبة الخيالة هيتايروي (الرفاق) على الجناح الأيمن ، أما الخط الثاني فقد تكون من مشاة تراقيا و أليريا و وزعت القيادة بين الاسكندر و بارمينيون كما في المعارك السابقة .


ارسل داريوس خيالته على الميسرة لمواجهة ميمنة الاسكندر و بعد قتال عنيف تفوقت خيالة الاسكندر ، فأمر داريوس عرباته المنجلية بالهجوم على الجيش المقدوني و كان الاسكندر قد اعد لذلك جيداً و درب رجاله فتمكنوا من تعطيلها بسهولة عن طريق احداث فراغات لتنفذ من خلالها ثم مهاجمتها بالرماح و الحراب من كل جانب .


بعد ذلك هاجمت خيالة الفرس على الميمنة بقيادة مازايوس خيالة المقدونيين بقيادة بارمينيون ، فوقع المقدونيون في ورطة كبيرة و قتل عدد كبير منهم لكنهم رغم ذلك صمدوا و أوقفوا الهجوم الفارسي حتى نهاية المعركة .

لاحظ داريوس بأن الاسكندر يقاتل على الميمنة و بارمينيون على الميسرة بعيدين عن قلب جيشهم فأمر نخبة جيشه بالهجوم فوراً لكن هذا كان خطئاً قاتلاً فقد جعل موقع الامبراطور الفارسي بلا حماية لذلك قاد الاسكندر الهجوم نحوه مباشرة . رغم محاولة الخط الفارسي الثاني ايقاف هجوم الاسكندر الا انهم فشلوا في ذلك و قتل سائق عربة داريوس فهرب داريوس من أرض المعركة بينما ظن الفرس بأن ملكهم قتل فانهارت معنوياتهم و انهزموا .


قتل من الجيش الفارسي قرابة 40 ألفاً بينما كانت خسائر المقدونيين ألف من الخيالة و عدد قليل من المشاة .كانت المعركة ضربة موجعة للفرس و خسارة فادحة و اعتبرت أروع انتصارات الاسكندر و فتحت الطريق امامه لدخول بابل احدى عواصم الامبراطورية الفارسية الأخمينية.


و هذه فيديوهات عن المعركة :





285 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


bottom of page