احتوت معظم المنازل في المدن الأوروبية خلال القرن الثامن عشر على مدافئ الحطب لتوفير التدفئة خلال فصل الشتاء و الأيام الباردة . كانت مدفئة الحطب موصولة بمدخنة لاخراج الدخان الى الخارج و هذه المدخنة بحاجة مستمرة للتنظيف لذلك وجد منظفو المداخن الذين يتسلقون عبر المدخنة لتنظيفها من بقايا الرماد و الدخان ففي حال لم يتم تنظيفها قد تحترق و تحرق المنزل .
اعتمد صاحب العمل على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 4-10 سنوات لتنظيف المداخن و ذلك لصغر حجمهم ما يؤهلهم لصعودها و تنظيفها ، و كان هؤلاء الأطفال فقراء و يتم استئجارهم أحياناً من الاصلاحيات أو دور الأيتام و أحياناً كان يتم خطفهم و بيعهم لمنظفي المداخن.
يتسلق الطفل داخل المدخنة و هو يحمل فرشاة مسطحة و كذلك مكشطة معدنية لازالة العوالق الصلبة في طريقه ، ثم ينزلق الى الأسفل و يجمع كل الأوساخ التي اخرجها من المدخنة بكيس .
اذا كان صاحب العمل فإنه يقوم بايذاء هذا الطفل او تخويفه و أحياناً اشعال الموقد تحته حتى يعمل بشكل أسرع ،
تكمن خطورة العمل باحتمالية اصابة الطفل بجروح بسبب التسلق و كذلك الاختناق بسبب ضيق المكان ، و استنشاق الدخان السام يؤدي الى مشاكل صحية مع الزمن .لم يكن يمنح صاحب العمل الأطفال أية نقود انما يعطيهم الطعام و مكان للنوم .
في عام 1803 تم اختراع فرشاة ميكانيكية لتنظيف المداخن ، لكن المشغلين كانوا يفضلون الأطفال .
اصدرت بريطانيا في عام 1840 قانوناً يحظر تسلق المدخنة على من عمره اقل من 21 عاماً ، في عام 1875 تم التشديد على منظفي المداخن و وضع حد لظاهرة الأطفال منظفي المداخن .
Comments