لا تهتم بالتفاصيل و انما خذ العبرة
تزوج آدم (Adam) و حواء (Eve) عليهما السلام و كان مهرها أعظم مهر و هو التسبيح كما ورد في الأثر و قد ولدت عشرين بطناً من التوائم كل بطن من ذكر و أنثى ، و كان في شريعة آدم عليه السلام لاستمرار البشرية أن يزوج كل أبن بأي أخواته شاء عدا أخته من نفس البطن ، لكن الشيطان وسوس إلى قابيل(Cain) و أغراه بأن يرفض هذه الشريعة و يتمرد عليها و أقنعه بأنه أحق الناس بأخته من نفس البطن حيث كانت بنظره أجمل من الأخريات .
بينما قرر آدم عليه السلام أن يزوجها لابنه هابيل(ِAbel) ، مما أغضب قابيل الذي نجح الشيطان في ان يسيطر عليه تماماً ، فقد رفض حكم أبيه آدم عليه السلام ، فأوحي إلى آدم عليه السلام أن يأمر أولاده بأن يقرب كل منهما قرباناً لله ، و قد كان قابيل مزارعاً فقرب محصولاً بالياً ، أما هابيل فكان راعي أغنام فقرب شاة سمينة ، فأنزل الله النار من السماء لتلتهم قربان هابيل الذي كان قربانه خالصاً لوجه الله .
رفض قابيل حكم الله ، و قرر أن يزيح هابيل عن طريقه إلى الأبد ، فيقال أنه حاول أن يقتله و لكن لم يستطع لأنه لا يعرف كيف ذلك فأعطاه الشيطان حجراً و قال له اضربه به و بذلك حصلت أول جريمة قتل عبر التاريخ و كل من يرتكب هذه الجريمة الشنيعة يكن من إثمه نصيب لقابيل الذي استن هذه السنة السيئة .... ندم قابيل ككل مذنب لكن بعد أن لا ينفع الندم و بكى أخاه و دفنه بينما قهقه الشيطان ضاحكاً معتزاً بأول انتصاراته على الجنس البشري و لأنه اكتشف كم هؤلاء البشر ضعفاء و منقادون لشهواتهم ، و بدأ يعد العدة لخطته القادمة
فتنة المعازف
بعد ان انتشر ابناء آدم عليه السلام في الجبال و السهول و الكهوف ، قرر الشيطان ان يعلمهم جريمة جديدة غير جريمة القتل التي تعلمها منه جدهم قابيل و ابدع أحفاده في تطوير وسائلها حتى وصلوا الى القنابل النووية و الهيدروجينية التي تصهر قارات بأكملها ..... يقال ان الشيطان تمثل في صورة إنسان و صنع مزماراً و كان يعزف به عليهم ، فيتجمع الرجال و النساء و الاطفال للاستماع لهذا الصوت الغريب ، ثم بعد أن اعجبوا به علمهم كيف يصنعوه و يستعملوه .
فبدأ البشر بتنظيم الاحتفالات و المواسم التي تعزف فيها المعازف و تغنى الاغاني و الرقص و الاختلاط مما يهيج الشهوات و المشاعر و يؤدي الى الزنا و الفواحش و العياذ بالله ... فظهر الفساد في الأرض بفشو الزنى و المنكرات و الفواحش و المومسات و ما يجلب ذلك من تفكك اسري و هدم لقيم المجتمع
___________________________
قال الفضيل بن عياض ":الغناء رقية الزنى" وقال يزيد بن الوليد": يا بني أمية إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء، ويزيد في الشهوة، ويهدم المروءة ،وإنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعل المسكر، فإن كنتم ولابد فاعلين فجنبوه النساء، فإن الغناء داعية الزنى."
فتنة الاصنام و الشرك
انتشرت الفواحش و الجرائم بين البشر حتى أصبح الصالحون قلة يقتبس نور هداهم و يتبع أثرهم ، و هذا هو الأمر الطبيعي أن عدد أهل الخير و الصلاح أقل بكثير من عدد الفسقة الفاسدين لأن الشيطان ذكي و ليس عدواً سهلاً و قلة من البشر يفهمون هذا العدو و كيف يواجهونه ، لكن طبيعة البشر أن الأصل فيهم الطيبة و الخير لذلك إن ابتعدوا فإنهم سرعان ما يعودوا إلى جادة الصواب و يندموا و يتوبوا إلى الله و يلزموا من يعينوهم على ذلك فالبشر يقدرون الصالحين و يحترمونهم و يحيطون بهم لينهلوا من علمهم و يزدادوا إيمانا .
بعد أن مات هؤلاء الصالحون ابتكر الشيطان خطة جديدة لكي يغوي أتباعهم و يطفئ قبسهم ، حيث أمرهم بأن يصنعوا أصناماً تشبه أولئك الصالحين و يضعوها في الأماكن التي اعتادوا التواجد فيها كي تذكرهم بهم فيذكرون الله و يعبدوه ، ففعلوا .
و مع مرور الأجيال كانت الأجيال الجديدة لا تعرف شيئاً عن هؤلاء الصالحين و لا تعرف سبب وجود هذه التماثيل و الأصنام و لماذا كان آباؤهم يتعبدون بجانبها ، فأقنعهم الشيطان بأنها هي المعبود و هي الإله ... هي التي تضرهم و تنفعهم فتقدم من أجلها القرابين لإرضائها و دفع البلاء فنجح في إقناعهم حتى انتشر الشرك و اختفى توحيد الله .
لاحظ أن الشيطان صبور و يعمل على الأمد الطويل فمعركته قد تستمر عدة أجيال و لا يكل و لا يمل من أجل تحقيق هدفه المنشود
بعض أسماء هؤلاء الصالحين في جزيرة العرب : ود و سواع و يغوث و يعوق و نسرا
الشيطان أشعل الفتن بين البشر و نشر الفواحش في مجتمعاتهم ليصبحوا كالأنعام بل هم أضل و كذلك أشركوا بالله ، فالشيطان لا يتهاون في حربه ضد بني الانسان و يستعمل شتى الوسائل في ذلك . فهو ينفذ من كل نقاط الضعف البشرية و يستغلها ... يستغل شعور البشر بالضعف و حاجتهم لقوة عظيمة تحميهم و توفر لهم المأكل و الملبس و الأمن ... تحميهم من كل المخاطر و الاوجاع و الاسقام لذلك يخترع لهم مختلف الاديان و الطقوس الشركية .
الشيطان يجند أتباعاً له لينشروا هذه الأديان ، ويستهدفون الاغبياء و الجهلاء بأساطيرهم و خرافاتهم و خزعبلاتهم و بعضهم من يظن أن هذه الآلهة (الوهمية) وسيلة للوصول الى الله !!
قال تعالى على لسان المشركين يوم القيامة : " وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ " فهم يعبدون الاصنام أو النار أو النجوم أو البشر أو الدواب (أعزكم الله) أو اي طاغوت يعبد من دون الله كوسيلة لتقربهم الى الله !!
أما الدليل على استغلال الشيطان لخوف البشر ، قوله تعالى على لسان سادة قريش : " وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا " فسادة قريش كانوا يدركون أن رسول الله على حق و أن دينهم باطل لكن الشيطان أغواهم و خوّفهم من الناس أكثر من الله فهلكوا
Comments